للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى الطبري (١) في "تاريخه" عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مرفوعًا: "أول ما خلق الله تعالى القلم" (٢). وعن ابن إسحاق: أول ما خلق الله النور والظلمة، ثم ميز بينهما، فجعل الظلمة ليلاً أسود مظلمًا، وجعل النور نهارًا أبيض مبصرًا.

قال أبو جعفر: وأولى ذلك بالصواب عندي قول من قال: القلم، ثم خلق سحابًا رقيقًا (٣) وهو الغمام، ثم العرش. وقيل: خلق الماء قبل العرش.

فصل:

عن المهلب: أن السؤل عن مبادئ الأشياء والبحث عنها جائز شرعًا، وللعالم أن يجيب عنها مما يعلم، فإن خشي من السائل اتهام شك أو تقصير فهم فلا يجبه، ولينهه عن ذلك ويزجره.

الحديث الثاني:

قال البخاري: وَرَوى عِيسَى، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِينَا مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ.

هكذا في النسخ كلها كما قال الجياني (٤).

وعيسى هذا هو ابن موسى البخاري غنجار لحمرة خديه، مات سنة


(١) ورد في هامش الأصل: يعني محمد بن جعفر الطبري، والله أعلم.
(٢) "تاريخ الطبري" ١/ ٢٩.
(٣) "تاريخ الطبري" ١/ ٣١.
(٤) "تقييد المهمل" ٢/ ٦٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>