للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما روي أن الذباب كله في النار (١)، ولا ذنب لها، والمعنى في ذلك: لتكون عقوبة لأهل النار يتأذون بها كما يتأذون بالحيات وشبهها (٢).

قال الإسماعيلي: وقد جعل الله في النار ملائكة وليست تتأذى بها ولا تعذب بها، وحجارة يعذب بها أهل النار، فيجوز أن يجعل الشمس والقمر عذابًا في النار لأهل النار، أو بآلة من آلات العذاب نعوذ بالله من النار.

وقيل: إنهما خلقا من النار فعادا إليها، حكاه ابن التين.

قال الخطابي: معنى التكوير في الشيء: البسط. أي: يلف بعضه على بعض كالثوب ونحوه، وعند المفسرين في قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)} [التكوير: ١] قالوا: يجمع ضوؤها ويلف كما تلف العمامة (٣)، وقد أسلفناه.

وفي "الموضوعات" للنقاش عن ابن مسعود مرفوعًا: "تكلم ربنا بكلمتين سير أحدهما شمسًا والأخرى قمرًا، وكلاهما من النور، ويعودان يوم القيامة إلى الجنة".

الحديث الثالث:

حديث ابن عَبَّاسٍ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ".


(١) رواه البزار (٣٤٩٨)، والطبراني ١٢/ ٣٨٩ (١٣٤٣٦) عن ابن عمر. و ١٢/ ٣٩٨ (١٣٤٦٨) وفي "الأوسط" ٢/ ١٦٠ (١٥٧٥).
وقال الهيثمي في "المجمع" ٤/ ٤١: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد ورجال بعضها ثقات كلهم، ورواه البزار باختصار.
(٢) "أعلام الحديث" ٢/ ١٤٧٦ - ١٤٧٧.
(٣) "أعلام الحديث" ٢/ ١٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>