للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال محمود بن عمر (١): ويروى: أنّ صنفًا من الملائكة لهم ستة أجنحة: فجناحان يكفان بهما أجسادهما، وجناحان يطيرون بهما في الأمر من أمور الله تعالى، وجناحان مرخيان على وجوههم حياءً من الله تعالى. وقال على يصف الملائكة: منهم الأمناء على وحيه، ومنهم الحفظة لعباده، ومنهم السدنة لأبواب جناته، ومنهم الثابتة في الأرض السفلى أقدامهم في الأرض، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم ولقوائم العرش أكتافهم.

وعن أبي العالية: الكروبيون: سادة الملائكة منهم: جبريل وإسرافيل، ويقال لجبريل: طاوس الملائكة.

قال الكلاباذي: سمعت بعض شيوخ المتكلمين تقول: إن جبريل يخلقه الله في وقت نزوله على محمد إنسانًا وبشرًا.

وهذا لا يستقيم؛ لأنه لو كان كما قالوا، لكان قول المشركين: إنما يعلمه بشر، صدقًا، والله تعالى يقول: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥)} [النجم: ٥] {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣)} [الشعراء: ١٩٣] فجبريل جبريل، وإن كانت الصورة صورة إنسان، إذن فالصورة ليست الملك، وإن كان الملك هي بدل الصورة.

روينا عن علي مرفوعًا: "إن في الجنة سوقًا ما فيها شراء ولا بيع إلا صور الرجال والنساء، من اشتهى صورة دخل فيها" (٢) فأخبر أن الصورة غير التي يدخل فيها.


(١) بهامش الأصل: هو الزمخشري.
(٢) رواه الترمذي (٢٥٥٠)، ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد "المسند" ١/ ١٥٦ (١٣٤٣) وأبو يعلى ٧/ ٢٣٢ (٢٦٨) وقال الترمذي: حديث غريب، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ٣/ ٥٨٤ (١٨١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>