حديث أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ قَالَ:"إِنَّ خلق أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ" … الحديث. وقد سلف الكلام عليه في الطهارة، وسيأتي في خلق آدم والنذر والتوحيد، وأخرجه مسلم والأربعة أيضًا (١).
قال الخطيب في كتابه:"الفصل للوصل": رواه ابن عيينة، وجماعات عددهم، عن الأعمش، ثنا زيد. فذكره مطولاً، وكذا رواه جماعات عن الأعمش عددهم.
ومن أول الحديث إلى قوله: ("شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ") كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما بعده كلام ابن مسعود، وقد رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن الأعمش فاقتصر من المتن على المرفوع فحسب، ورواه بطوله سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب، بفصل كلام ابن مسعود من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال بعد ذكر الشقاوة والسعادة: قال عبد الله: والذي نفسي بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة الحديث، وذكر ابن مردويه في "مجالسه" من حديث يعقوب بن الطفيل، عن مجاهد، عن أبي الطفيل، قال: أتيت حذيفة بن أسيد الغفاري فذكرت له ما سمعته من ابن مسعود: الشقي من شقي في بطن أمه. فقال: وما تنكر من ذلك سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إِنَّ خلق أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ خمسة وأَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ" الحديث.
(١) مسلم برقم (٢٦٤٣) كتاب: القدر، باب: كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه … وأبو داود (٤٧٠٨)، والترمذي (٢١٣٧)، وابن ماجه (٧٦)، والنسائي في "الكبرى" ٦/ ٣٦٦ (١١٢٤٦)