للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابن أشوع -وهو سعيد بن عمرو بن أشوع بالشين المعجمة، الهمداني الكوفي، مات في ولاية خالد بن عبد الله القسري- عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ - رضي الله عنها -: فَأَيْنَ قَوْلُهُ: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)} [النجم: ٨، ٩] قَالَتْ: ذَاكَ جِبْرِيلُ، كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ هذِه المَرَّةَ فِي صُورَتِهِ التِي هِيَ صُورَتُهُ، فَسَدَّ الأُفُقَ.

وهو من أفراده، ويأتي في التفسير في سورة النجم مطولًا (١).

و (محمد بن يوسف) في إسناد الأول هو البيكندي، نص عليه الجياني (٢).

وإنكار عائشة للرؤية لم تذكره رواية؛ إذ لو كان معها فيه رواية لذكرته، وإنما اعتمَدَتْ على الاستنباط من الآيات، وهو مشهور قول ابن مسعود، ونقل قولها عن أبي هريرة بخلف.

وقال بإنكار هذا وامتناع رؤيته -جل وعز- في الدنيا جماعة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين.

وعن ابن عباس: أنه - عليه السلام - رآه بعينه (٣).


(١) سيأتي برقم (٤٨٥٥).
(٢) "تقييد المهمل" ٢/ ٥٣٨.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٠٩ - ٥١٠: الذي ثبت عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين؛ وعائشة أنكرت الرؤية. فمن الناس من جمع بينهما؛ فقال: عائشة أنكرت رؤية العين وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة أو مقيدة بالفؤاد .. ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه. وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل كما في "صحيح مسلم" عن أبي ذر قال: سألت رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: "نُورٌ أنَّى أَرَاهُ .. ". اهـ. ولمزيد بيان يراجع الموضوع من "مجموع الفتاوى".

<<  <  ج: ص:  >  >>