للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمّا (الْمَخْضُودُ)، فقيل -غير ما ذكره- أنه لا شوك فيه، فإنه خضد شوكه، أي: قطع، يعني: خلقته خلقة المخضود، قاله أبو الأحوص وعكرمة، والأول قول قتادة (١).

وبخط الدمياطي: خضدت الشجر: قطعت شوكه، قال: والذي قاله أهل التفسير في المخضود، أي: منزوع الشوك أي: خلق كذلك.

وقوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤)} [الواقعة: ٣٤] قد فسره، وفي الترمذي، وقال: حسن غريب، وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذِه الآية قال: "ارتفاعها كما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام" (٢)، وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الخبر مما حكاه القرطبي: الفرش في الدرجات وما بين الدرجات كما بين السماء والأرض، وقيل: الفرش هنا: النساء المرتفعات الأقدار في حسنهن وجمالهن، والعرب تسمي المرأة فراشًا

على الاستعارة (٣)، قال - عليه السلام -: "الولد للفراش" (٤).

وذكر ابن المبارك، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي فذكر حديثًا طويلًا فيه: "ويعطي ولي الله سريرًا طوله


(١) السابق ١١/ ٦٣٤ - ٦٣٥ (٣٣٣٣٥، ٣٣٣٤٠، ٣٣٣٣٨).
(٢) "سنن الترمذي" (٢٥٤٠، ٣٢٩٤)، "صحيح ابن حبان" ١٦/ ٤١٨ (٧٤٠٥)، من طريق دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، به.
قال الحافظ: دراج ضعفه أبو حاتم والدارقطني، ووثقه يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وغيرهما، وصحح حديثه عن أبي الهيثم الترمذي، واحتج به ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم. اهـ. "القول المسدد" ص ١٠٣ - ١٠٤.
والحديث ضعفه الألباني في "المشكاة" (٥٦٣٤).
(٣) "تفسير الطبري" ١٧/ ٢١٠.
(٤) سلف برقم (٢٠٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>