للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجه الجمع: أن سباق الفقراء المهاجرين يسبقون سباق الأغنياء منهم بأربعين خريفًا، وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام.

وقد قيل: إن حديث أبي هريرة وأبي الدرداء وجابر يعم جميع فقراء المسلمين، فيدخل الجنة سباق فقراء كل قرن قبل غير السباق من أغنيائهم بخمسمائة عام على حديث أبي هريرة وأبي الدرداء، يوضحه ما في "البعث والنشور" للبيهقي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفًا يتنعمون فيها، والناس محبوسون بالحساب ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف" (١).

وفي حديث سعيد بن عامر بن حزيم مرفوعًا: "يجمع الله الناس للحساب فيجيء فقراء المسلمين فيذفون كلما يذف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب. فيقولون: والله ما عندنا من حساب، ولا تركنا شيئًا، فيقول لهم ربهم: صدقوا. فتفتح لهم أبواب الجنة، فيدخلونها قبل الناس بسبعين عامًا" (٢).

فصل:

لما كان الفقيرُ فاقدًا للمال الذي يتسبب به إلى المعاصي، ويحصل به البطر والشبع واللهو الذي يقرب إلى الثار، فاز بالسبق وحاز قصباته، ولما كان هذا الأغلب على النساء قربن من النار، فإن قلت: وقد ظهر فضل الفقراء، فلم استعاذ - عليه السلام - منه؟


(١) "البعث والنشور" (٤٥٦). قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ١٥: فيه عبد الرحمن بن مالك؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
(٢) السابق (٤٥٧)، قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٢٦١: في إسناده يزيد بن أبي زياد، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>