والأكثر الضم بغير همز، قال الكسائي: شبه بالدر، وروي بضم الدال مهموز ممدود (١).
قال ابن التين: وانظر قوله: ("الْغَابِرَ فِي الأفقِ مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ") وإنما تغور الطوالع من المغرب خاصة فكيف ذكر المشرق، والغابر: الذاهب في البعد، قاله الداودي.
و (الأفقِ): ناحية السماء واحد الآفاق، وشبه الكواكب بالدر؛ لكونه أرفع من باقي النجوم كما أن الدر أرفع الجواهر.
فصل:
قوله: ("بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ .. ") إلى آخره؛ يريد أنهم لم يبلغوا درجات الأنبياء، قيل: كذا ظاهره، وقال الداودي: يعني أنهم يبلغون هذِه المنازل التي وصف، وأن منازل الأنبياء فوق ذلك، فعلى ما عند أبي ذر "بل .. " إلى آخره الأمر بيِّن كما ذكره الداودي، وعلى ما عند الشيخ أبي الحسن "بَلَى" تكون كما تقدم أنهم يبلغون درجات الأنبياء.
وقال القرطبي: كذا وقع هذا الحرف (بلى) الذي أصلها حرف جواب وتصديق، وليس هذا موضعها؛ لأنهم لم يستفهموا وإنما أخبروا أن تلك المنازل للأنبياء لا لغيرهم، فجواب هذا يقتضي أن تكون (بل) التي هي للإضراب عن الأول، وإيجاب المعنى الثاني فكأنه تسومح فيها، فوضعت (بلى) موضع (بل).
و"رجال" مرفوع بالابتداء المحذوف، تقديره هم رجال، ورواية:"بل" فيها توسع أي: تلك المنازل منازل رجال آمنوا بالله، أي: حق