للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله في تفسير: {لَشَوْبًا} ويساط معناه: يخلط، والمعنى هنا: شرب الحميم، وما ذكره في {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: ١٠٦] قيل: الزفير: أول نهيق الحمار. والشهيق: من آخره، فالزفير من الصدر والشهيق من الحلق.

وقال الداودي: الشهيق: الذي يبقى بعد الصوت الشديد من الحمار.

وروي عن ابن مسعود إذا بقي في النار من خلد فيها جعلوا في توابيت من حديد فما يرى أحدهم أنه يعذب في النار أحد غيره، ثم قرأ: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠)} (١) [الأنبياء: ١٠٠] وما ذكره عن ابن عباس في تفسير {صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ٢٣] رواه الطبراني من حديث علي عنه {سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [لصافات: ٥٥] في وسط الجحيم، وعنه: واهدوهم: (وَجِّهُوهُمْ) (٢).

وقوله: ({وِرْدًا} [مريم: ٨٦]) عطاشًا، قال أهل اللغة: هو مصدر وردت، والتقدير عندهم ذوي ورد، وقد حكوا أنه يقال للواردين الماء: ورد، فلما كانوا يردون على الماء كما يرد العطاش على الماء قيل لهم: ورد، فعلى هذا يوافق اللغة، وقيل: وردًا ورَّادًا، كقولك قوم زور أي: زوار.

وقوله: (غيًّا: خسرانًا)، قال ابن مسعود: غيًّا: وادٍ في جهنم (٣)، والمعنى فسوف يلقون حر الغي، وقيل: يسمى الوادي: غيًّا؛ لأن الغاوين يصيرون إليه.


(١) "تفسير القرطبي" ١١/ ٣٤٥.
(٢) في الأصل: (وجوههم)، والمثبت من "تفسير الطبري" ١٠/ ٤٨٠ (٢٩٣٢٣).
(٣) رواه الطبراني ٩/ ٢٢٧ (٩١١١)، وصححه الحاكم ٢/ ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>