للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن ابن عباس قال: إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الحن (١)، خلقوا من نار السموم، وكان اسمه الحارث.

وخلقت الملائكة كلهم من النور، غير هذا الحي.

ومارج النار: هو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا لهبت. وأول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة وهم هذا الحي الذين يقال لهم الحن (٢)، فقتلهم إبليس ومن معه، حتى ألحقوهم بجزائر البحر وأطراف الجبال، فلما فعل ذلك اغتر في نفسه وقال: قد صنعت شيئًا لم يصنعه أحد. فأطلع الله على ذلك من قبله ولم يطلع عليه الملائكة الذين كانوا معه (٣). وقال الربيع بن أنس: إن الله تعالى خلق الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجن يوم الخميس (٤). وذكر ابن مسعود وغيره أنه لما ملكه سماء الدنيا وقع في صدره كبر وقال: ما أعطاني الله هذا إلا لمزية لي على الملائكة (٥). وعن ابن عباس: كان اسمه عزازيل، وكان من أشد الملائكة اجتهادًا وأكثرهم علمًا فارتد (٦).


(١) في (ص ١) بالجيم، وفي الأصل على الصواب بالحاء المهملة، وهم غير الجن بالجيم، وقد ميز بينهما بأن الحن بالحاء خلقوا من نار السموم، والجن بالجيم خلقوا من مارج من نار، ذكره العلامة محمود شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري"، ١/ ٤٥٥.
(٢) بالحاء المهملة كما تقدم.
(٣) رواه الطبري ١/ ٢٣٨ - ٢٤٠ (٦٠٦).
(٤) السابق ١/ ٢٤٣ (٦١٢).
(٥) السابق ١/ ٢٤٠ (٦٠٧).
(٦) السابق ١/ ٢٦٢ (٦٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>