بقومه عرج إلى السماء مجتهدًا في العبادة، حتى خلق آدم. وفي "تفسير الجوزي": قسم إبليس جنده فريقين، فبعث فريقًا منهم إلى الإنس، وفريقًا إلى الجن، فكلهم أعداء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي "الديباج" للخُتَّلي عن مجاهد: كان إبليس على سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض، وكان مكتوب في الرفيع الأعلى أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- حيث سيجعل في الأرض خليفة، وأنه ستكون دماء وأحداثًا، فوجده إبليس فرآه دون الملائكة، فلما ذكر الله أمر آدم للملائكة أخبرهم إبليس مما رأى، وأسر في نفسه أنه لا يسجد له أبدًا، فقالت الملائكة:{أَتَجْعَلُ} الآية [البقرة: ٣٠].
ثم ذكر البخاري في الباب ستة وعشرين حديثًا:
أحدها:
حديث عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: سُحِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ اللَّيْثُ: كَتَبَ إِلَيَّ هِشَام أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قالت: سحر .. الحديث.
وقد سلف، ويأتي في الطب والدعوات.
وأخرجه مسلم أيضًا (١).
وذكره هنا للعلم بأن السحر من تعليم الشياطين، وهو دال على أن له حقيقة خلافًا لمن نفاه.
وقوله: ("أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي؟ "). أي: أوحى إليَّ؛ لأن الفتيا هي إعلام حكم المسألة وبيانه.
(١) سبق برقم (٣١٧٥)، وسيأتي برقم (٥٧٦٣) كتاب الطب، باب السحر، وبرقم (٦٣٩١) كتاب الدعوات، باب تكرير الدعاء. ورواه مسلم (٢١٨٩).