للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الحديث خرجه مسلم أيضًا (١)، وأخرجه البخاري في الاعتصام (٢) ومسلم في الإيمان عن أنس (٣)، وعند مسلم: "لا يزال الناس يسألون، حتى يقولون (٤): هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ ". وفي رواية "فليقل: آمنت بالله". ولأبي داود. "فإذا قالوا ذلك فقولوا: {الله أَحَدٌ (١) الله الصَّمَدُ} [الإخلاص: ١ - ٢] الآية، ثم ليتفل عن يساره ثلاثًا وليستعذ بالله من الشيطان" (٥). وفي رواية محمد بن سيرين عنه -كما قال الخطابي- زيادة لم يذكرها أبو عبد الله، لا يستغنى عنها في بيان معنى الحديث، ثم ساقها بإسناده بلفظ: "لا يزال الناس يسألون حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ ". قال أبو هريرة: فقد سئلت عنها مرتين. وفي آخر: "لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ ". فبينما أبو هريرة ذات يوم آخذ بيد رجل وهو يقول: صدق الله ورسوله، قال أبو هريرة: لقد سألني عنها رجلان وهذا الثالث (٦).

ووجه الحديث: ترك التفكير فيما يخطر في القلب من وساوس الشيطان، والامتناع عن قبولها، والكف عن مجاراته في ذلك، وحسم المادة في ذلك بالإعراض عنه والاستعاذة بذكر الله، ولو أذن في مراجعته والرد عليه لكان الرد على كل موحد سهلاً؛ وذلك أن


(١) مسلم (١٣٤).
(٢) سيأتي برقم (٧٢٩٦) باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه.
(٣) في مسلم برقم (١٣٦) باب بيان الوسوسة في الإيمان، وما يقول من وجدها.
(٤) كذا في الأصل، وفوقها: كذا.
(٥) "سنن أبي داود" (٤٧٢٢).
(٦) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥١٠ - ١٥١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>