للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (إلا هذِه) يخالف ما سلف في الصحيح إلا أن يؤول.

وروى عبد بن حميد في "تفسيره" عن إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لولا أنها قالت: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا} إذن لم يكن لها ذرية (١).

فصل:

أشار القاضي إلى أن جميع الأنبياء يشاركون عيسى في ذلك - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وقال القرطبي: إنه قول قتادة: لما أراد أن يطعن جعل بينهما حجاب فأصاب الطعنة الحجاب ولم يتعد لها منه شيء. قال علماؤنا: وإن لم يكن كذلك لبطلت الخصوصية ولا يلزم من نخسه إضلال الممسوس وإغواؤه، فإن ذلك ظن فاسد فلم يعرض الشيطان لخواص الأولياء بأنواع الإغواء والمفاسد ومع ذلك فقد عصمهم بقوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} (٣) [الحجر: ٤٢].

الحديث الثامن عشر:

حديث عَلْقَمَةَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فقال: أَفِيكُمُ الذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ؟ يعني، عمارًا؛ يجوز أن يكون قاله لقوله - عليه السلام -: "يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" (٤) أو يكونوا شهد له أن الله أجاره من الشيطان.


(١) كما في "الدر المنثور" ٢/ ٣٥.
(٢) "إكمال المعلم" ٧/ ٣٣٧.
(٣) "المفهم" ٦/ ١٧٨.
(٤) "صحيح ابن حبان" ١٥/ ٥٥٣ - ٥٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>