للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يحدث بها أحدًا؛ فإنها لا تضره" (١). وللنسائي: "إذا رأى أحدكم الذي يعجبه فليعرضه على ذي رأي ناصح فليتأول خيرًا (أو ليقل خيرًا) (٢) " (٣). وأخرجه البخاري أيضًا من حديث أبي سعيد بنحوه (٤)، وأخرجه مسلم من حديث جابر بلفظ: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاًثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" (٥).

فصل:

قوله: ("الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ") يريد أنها بشارة منه؛ ليشكره عليها.

ويريد "بالْحُلُمُ": الرؤيا الكاذبة يريدها الشيطان؛ ليسيء ظنه ويحزنه ويقل حظه من شكر الله، ولذلك أمره بالبصق عن يساره. قال ابن الجوزي: والرؤيا والحلم بمعنى واحد؛ لأن الحلم ما يراه الإنسان في نومه، غير أن صاحب الشرع خص الخير باسم الرؤيا، والشر باسم الحلم، ولام الحلم ساكنة ومضمومة، وهو مصدر حلمت بفتحتين، وتجمع على أحلام في القلة، والكثير حلوم، وإنما جمع وإن كان مصدرًا لاختلاف أنواعه، وهو في الأصل عبارة عما يراه الرائي في منامه حسنًا كان أو مكروهًا، كما أسلفناه. وإضافته إلى الله إضافة اختصاص وإكرام؛ لسلامتها من التخليط وطهارتها عن حضور


(١) مسلم (٢٢٦١/ ٤) كتاب الرؤيا.
(٢) من (ص ١).
(٣) "السنن الكبرى" ٦/ ٢٢٦ (١٠٧٤٥).
(٤) سيأتي في التعبير (٦٩٨٥) باب الرؤيا من الله.
(٥) مسلم (٢٢٦٢) كتاب الرؤيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>