من أديم الأرض لكان على وزن فاعل وكانت الهمزة أصلية ولم يكن يمنعه من الصرف مانع، وإنما هو على وزن أفعل من الأدمة، وكذلك أنه غير مُجرى وهذا القول ليس بشيء؛ لأنه لا يمتنع أن يكون من الأديم ويكون على وزن أفعل، تدخل الهمزة الزائدة على الأصلية؛ كما تدخل على همزة الأدمة، فإن الأدمة همزة أصلية وكذلك أول الأديم همزة أصلية، فلا يمتنع أن يبنى منه أفعل فيكون غير مُجرى، كما يقال: رجل أعين.
وعند ابن الأنباري: يجوز أن يكون أفعل من أدمت بين الشيئين إذا خلطت بينهما وإن كان ماء وطينًا. فخلطا جميعًا. قال ابن جرير: وأولى الأشياء فيه أن يكون فعلًا ماضيًا. وقال النضر بن شميل: سمي بذلك لبياضه.
وقال ابن بري في "حواشي المقرب": آدم: اسم عربي؛ لقول ابن عباس: خلق من أديم الأرض. ولولا ذلك لاحتمل أن يكون مثل آزر أعجميًّا، وبكون وزنه أفعل أو فاعل مثل: فالج. ويكون امتناع صرفه للعجمة والتعريف إذا جعل وزنه فاعل، وهو بالعبراني: آدام بتفخيم الألف على وزن خاتام.
فصل:
قال ابن دريد في "وشاحه": خلق آدم مختونًا كنبينا وشيث وإدريس
= والحاكم ٢/ ٣٨٠ - ٣٨١ من طريق الحسن بن مسلم، كلاهما عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وإسناد الطبري صححه الشيخ أحمد شاكر، انظر "تفسير الطبري" [ط. شاكر] ١/ ٤٨٠ (٦٤٠). ورواه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٨٥ (٣٧٠) من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن ابن عباس.