قوله: ("وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُتْثَى زَوْجَهَا") يريد أنها دعت آدم إلى الأكل من تلك (الشجرة)(١) وذكر الماوردي: إنها البر، وقيل: التين، وقيل: الكافور، وقيل: الكرم. وقيل: العلم، وهو علم كل شيء، وقيل: ما لم يعلم، وقيل: شجرة الخلد، التي كانت تأكل منها الملائكة.
وأخرجه مسلم أيضًا. وقوله:"استوصوا": يحتمل أن يكون معناه: أوصوا بهن، وقد جاء استفعل بمعنى أفعل؛ قال تعالى:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}[البقرة: ١٨٦]، وقال:{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا}[الشورى: ٢٦] قال الشاعر:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب.
ويحتمل أن يكون استفعل على أصله، وهو طلب الفعل، فيكون معناه: أطلبوا الوصية من المريض بالنساء؛ لأن عائد المريض يستحب له أن يحث المريض على الوصية. ذكرهما ابن الجوزي.
وخص النساء بالذكر؛ لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن، يعني: اقبلوا وصيتي فيهن، واعملوا بها واصبروا عليهن وارفقوا بهن وأحسنوا إليهن.