للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج الطبري رواية أبي معاوية، عن الأعمش (١)، وكذا تعليق عيسى بن يونس، عن الأعمش أخرجه أيضًا (٢)، وقال الفراء: أجمعت القراء على: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}، وقرأ ابن مسعود: (سكرى وما هم بسكرى) وهو وجه جيد في العربية؛ لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، وليس هو بمذهب النشوان والنشاوى، فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه، كما قيل موتى، ولو قيل: سكرى على أن الجمع يقع عليه التأنيث فيكون كالواحدة كان وجهًا كما قال: الأسماء الحسنى. وقد ذكر أن بعض القراء قرأ: (ويُرى الناس) وهو وجه جيد (٣).

وعند الزجاج: (تذهل) ويجوز: تُذهل. ووجه لم يقرأ به: (ويرى الناس سكرى) المعنى: يرى الإنسان الناس، وتقرأ: (ويرى الناس سكرى وما هم بسكارى). ويجوز: (وَيَرى النَّاسَ سُكَارى وَمَا هُمْ بِسُكَارى) والقراءة الكثيرة: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} قال ثعلب: امرأة حامل إذا أردت حُبلى، فإذا أردت أنها تحمل شيئًا ظاهرًا قلت: حاملة، وحمل النخلة والشجرة يفتح ويكسر (٤)، فإن قلت: فهل تبقى حامل يوم القيامة؟ قلت: لو حضرت حامل يومئذٍ


(١) "تفسير الطبري" ٩/ ١٠٦ (٢٤٩٠٨).
(٢) عزاه الحافظ في "الفتح" ٨/ ٤٤٢ لإسحاق بن راهويه.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٢١٤ - ٢١٥.
(٤) في هامش (ص ١): قال البغوي عند تفسير قوله {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا}: وهذا يدل على أن هذِه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأن بعد البعث لا يكون حبل، ومن قال: تكون في القيامة، قال هذا على وجه تعظيم الأمر لا حقيقته؛ لقولنا: أصابنا أمر يشيب الصغير. انتهى فتأمل مع قول ( … ). وانظر "تفسير البغوي" ٥/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>