للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللبيهقي عن سودة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعث الناس حفاة عراة غرلًا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان". قلت: يا رسول الله: واسوأتاه، ينظر بعضنا إلى بعض قال: "شغل الناس عن ذلك".

وللترمذي من حديث معاوية بن حيدة: "تحشرون ركبانًا وتحشرون على وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفدام" (١).

ولأبي داود من حديث أبي سعيد وصححه ابن حبان أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها" (٢).

وجمع البيهقي بينهما بأنهم يكونون -أو بعضهم- عراة إلى موقف الحساب أو قبله، ثم يكسى إبراهيم ثم الأنبياء ثم الأولياء، فيكسون كسوة، كل إنسان من جنس ما يموت فيه حتى إذا دخلوا الجنة ألبسوا من ثيابها، ويبعثون من قبورهم في ثيابهم التي يموتون فيها ثم عند الحشر تتناثر عنهم ثيابهم فيحشرون -أو بعضهم- إلى موقف الحساب عراة، ثم يكسون من ثياب الجنة.

وحمله بعض أهل العلم على العمل أي: في أعماله التي يموت فيها من خير أو شر قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: ٢٦] وقال: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} [المدثر: ٤] يقول: عملك أخلصه.

قال: وفي مسلم عن جابر مرفوعًا: "يبعث كل عبد على ما مات


(١) الترمذي (٢٤٢٤) بلفظ: "إنكم محشورون رجالًا وركبانًا وتجرون على وجوهكم"، وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أحمد ٤/ ٤٤٧ بلفظ: "تأتون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام … ".
(٢) أبو داود (٣١١٤)، وابن حبان ١٦/ ٣٠٧ (٧٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>