للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا تقرر ذلك فالكرم معناه هنا: الشرف؛ وذلك أن من اتقى ربه جل وعز شرف؛ لأن التقى يحمله على أسباب العز؛ لأنها تبعده عن الطمع في كثير من المباح فضلاً عن غيره من المآثم، وما ذاك إلا من أسره هواه.

وادعى القرطبي أنه يخرج من هذا الحديث أن إخوة يوسف ليسوا أنبياء، إذ لو كانوا كذلك لشاركوه في هذِه المنقبة (١). وفيه نظر: فإنه ذكر؛ لكونه أفضلهم، لا سيما على من ادعى رسالته.

الحديث السادس:

حديث سَمُرَة: "أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، فَأتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لَا أَكَادُ أَرى رَأْسَهُ طُولاً، وَهو إِبْرَاهِيمُ".

هذا الحديث سلف مطولًا في أواخر الجنائز (٢).

الحديث السابع:

حديث مُجَاهِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، وَذكر لَهُ الدَّجَّالَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر -أَوْ ك ف ر- قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ وَلَكِنَّهُ قَالَ: "أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنيَّ أَنْظُرُ إِلَيْهِ انْحَدَرَ فِي الوَادِي".

هذا الحديث سلف في الحج في باب التلبية إذا انحدر في الوادي. والخلبة: الليف، قاله ابن فارس (٣)، وقدم عليه ابن التين أنها الخصلة من الليف، وجمعها: خلب.


(١) "المفهم" ٦/ ٢٢٧.
(٢) سلف برقم (١٣٨٦).
(٣) "مجمل اللغة" ٢/ ٢٩٩ مادة (خلب).

<<  <  ج: ص:  >  >>