للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد روي أن أول من بني البيت آدم، وعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده رفع بيت المقدس بعده بأربعين عامًا (١)، وبنحوه ذكره ابن الجوزي وغيره، ويوضحه ما ذكر ابن هشام في "تيجانه" أن آدم لما بنى البيت أمره جبريل بالمسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه.

ويؤيده أيضًا ما رواه خالد بن عرعرة قال: سأل رجل عليًّا - رضي الله عنه - عن {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} الآية [آل عمران: ٩٦] أهو أول بيت بني في الأرض؟ قال: لا كان نوح قبله، وكان في البيوت، وكان إبراهيم قبله وكان في البيوت، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة والهدى، ومن دخله كان آمنًا (٢). وظاهره أن الوضع غير البناء.

فصل:

في "تاريخ بيت المقدس" للكنجي عن أبي عمرو الشيباني أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كانت الأرض ماء فبعث الله ريحًا فمسحت الأرض مسحًا فظهرت على الأرض زبدة، فقسمها الله أربع قطع، فخلق من قطعة مكة ومن الثانية المدينة ومن الثالثة بيت المقدس .. الحديث.

وفي "فضائله" أيضًا للواسطي من حديث ابن لهيعة عن يزيد، عن عطاء، عن عائشة - رضي الله عنها - أن مكة خلقها الله تعالى وحفها


= عام، وجوابه: إنما كان لسليمان من الأقصى تجديده لا تأسيسه، والذي أسسه هو يعقوب بن إسحاق صلى الله عليهما وسلم بعد بناء إبراهيم بهذا المقدار، كذا رأيته في كلام ابن قيم الجوزية في "الهدي" وكذا سمعت من جماعة من مشايخي في القاهرة. والله أعلم.
(١) "المفهم" ١/ ١١٥.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٣٥٤ (٧٤٢١)، وابن أبي حاتم ٣/ ٧٠٨ (٣٨٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>