للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم". وأخرجه مسلم أيضًا.

الشرح:

قوله: "لا تدخلوا" إلى آخره، هو مثل قوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [الروم: ٩] فأمرهم الشارع بالاعتبار.

وفي حديث آخر أشبه قال لهم: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهمِ، فعقروها، فأخذتهم الصاعقة فأهمدهم الله من تحت السماء، إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه" (١).

وقوله: ("باكين") كتب عند أبي الحسن بياءين وليس بصحيح، كما قاله ابن التين؛ لأن الياء الأولى مكسورة في الأصل فاستثقلت الكسرة وحذفت إحدى الياءين؛ لالتقاء الساكنين.

وقوله: ("أن يصيبكم") هو مثل {يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: ١٧٦]، ومثله الحديث: "لا يدعون أحدكم على ولده أن يوافق من الله إجابة" (٢) المعنى عند الكسائي وأبي عبيد: لئلا يصيبكم مثل


(١) رواه أحمد ٣/ ٢٩٦، وابن حبان في "صحيحه" ١٤/ ٧٧ (٦١٩٧)، والحاكم ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١ من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر. وصحح الحاكم إسناده.
(٢) روى مسلم (٣٠٠٩) كتاب: الزهد، باب: حديث جابر الطويل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم .. لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>