للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن خالويه في "ليس": كنيته أبو عبد الله وامرأته أم زيد. وما ذكره عنه القُصّاص من تسلط إبليس عليه غير صحيح كما نبه عليه ابن العربي في "سراجه"؛ لأنه لا يتسلط على المخلَصين، فكيف من كبارهم؟!

واخْتُلف لم حلف ليضربن زوجته، فقال ابن عباس: لما أخذه البلاء أخذ إبليس تابوتًا وقعد على الطريق يداوي فجاءته امرأة أيوب فقالت: أتداوي رجلاً به علة كذا وكذا فقال: نعم بشرط أني إذا شفيته قال: أَنْتَ شفيتني، لا أطلب منه جزاءً غير هذا. فجاءت إلى أيوب فأخبرته فقال لها: ذاك الشيطان، والله لئن برئت لأضربنك مائة (١).

وقيل: إنها قالت له: لقد طال بك هذا لو كان لك عند ربك مكان لكشف ما بك، فحلف ليضرَبنّها مائة جلدة، فلما كشف ضره وقد ذهب عنها، نودي أن ارْكُض برجلك فاغتسل فذهب ما به فعاد خلقه أحسن ما كان، فأتاها فقالت: لعلك رأيت نبي الله أيوب، وإنه أشبه الناس بك قبل أن يبتلى فأخبرها أنه هو فأنزل الله: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا}، قال مجاهد ومالك وغيرهما: هذا خاص له. وقال عطاء: هو لجميع الناس (٢).

وقالت فرقة: أمران يضربها بقدر احتمالها فمن لم يحتمل إلا ذلك فُعل به كذلك.

قال ابن التين: والأبين قول مالك؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَحْنَثْ} فأسقط عنه الحنث فدل أنه خاص. ولا نُسلّم له.


(١) ذكرها ابن العربي في "أحكام القرآن" ٤/ ١٦٥١.
(٢) الذي في "أحكام القرآن" لابن العربي ٤/ ١٦٥٢: روي عن مجاهد أنها للناس عامة، وروي عن عطاء أنها لأيوب خاصة. وكذلك روى ابن زيد عن ابن القاسم عن مالك: من حلف ليضربن عبده مائة فجمعها فضربه بها ضربة واحدة لم يبرّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>