قال الجوهري: وقولهم ظهر فلان بحاجتي إذا استخف بها (١). وما ذكره في قوله:{وَإِلَى مَدْيَنَ}: أهل مدين إلى آخره، فيه نظر. فقد ذكر أهل التاريخ: أن مدين المذكور في الآية هو: ابن إبراهيم وشعيب: هو ابن صيفون.
ويقال ابن ملكا بن تويت بن مدين بن إبراهيم، وهو ظاهر التلاوة.
فإن قلت: أصحاب الأيكة هم مدين، وهم الذين أصابهم العذاب يوم الظلة، وقد قال تعالى:{إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ}[الشعراء: ١٧٧] ولم يقل أخوهم. قلت: لما عرفهم بالنسب وهو جدهم فيه قال أخوهم، ولما عرفهم بالأيكة التي أصابتهم فيها النقمة لم يقل أخوهم، وأخرجه عنهم تنويهًا له وتعظيمًا. وذكر ابن قتيبة أن إبراهيم أبو جد شعيب.
وذكر وهب أن شعيبًا كان من ولد وهي آمنوا لإبراهيم يوم أحرق، وهاجروا إلى الشام، فكل نبي قبل بني إسرائيل وبعد فمن ولد أولئك الرهط. وجدة شعيب بنت لوط بن هاران.
وعاش ستمائة واثنتين وخمسين سنة فيما ذكر أبو المفاخر إسحاق بن جبريل في "تاريخه". وقيل: كان شعيب خطيب الأنبياء.
قال عبد الملك بن مروان حدثني عن الحسن. قال: والله ما رئي قط تاركًا لشيء يأمر به، ولا فاعلًا لشيء كان ينهى عنه. قال عبد الملك: والله ما زاد على هذا لو كان العبد الصالح -يعني: شعيبًا- حيث يقول:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}[هود: ٨٨].