للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ؟ ". فَقُلْتُ نَعَمْ. فَقَالَ: "فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ وَنَفِهَتِ النَّفْسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ" أَوْ: "كَصَوْمِ الدَّهْرِ". قُلْتُ إِنِّي أَجِدُ بِي -قَالَ مِسْعَرٌ يَعْنِي: قُوَّةً- قَالَ: "فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى". [انظر: ١١٣١ - مسلم: ١١٥٩ - فتح: ٦/ ٤٥٤]

الشرح:

داود: هو ابن إيشى بن عازر بن باعر بن سلمان بن بخشان بن عتيدات بن رام بن حصرون بن تارص بن يهوذا بن يعقوب.

كان بعد أشمويل، وكان أصغر إخوته السبعة، وكان لقمان في زمانه، وعاش مائة وسبعين سنة، وقبره بالقدس. ولم يصحح العلماء ما يذكره القصاص من أمر أوريا (١).

وروى ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: الزبور ثناء الله ودعاؤه


(١) قصة أوريا رواها عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ١٣٢ - ١٣٣ عن الحسن، والطبري في "تفسيره" ١٠/ ٥٧١ - ٥٧٣ عن السدي، والحسن، ووهب بن منبه، ورواها أيضًا ١٠/ ٥٧٤ (٢٩٨٥٩) من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا. وقال ابن عطية في "تفسيره" ١٢/ ٤٣٩: وفي كتب بني إسرائيل في هذِه القصة صور لا تليق، وقد حدَّث بها قصاص في صدر هذِه الآية، فقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: من حدّث بما قال هؤلاء القصاص جلدته حدَّين؛ لما ارتكب في حرمة من رفع الله محله. اهـ، وقال ابن كثير في "تفسيره" ١٢/ ٨١ - ٨٢: قد ذكر المفسرون ههنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثًا لا يصح إسناده. اهـ، وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٧/ ٢٤: واعلم أن ما يذكره كثير من المفسرين في تفسير هذِه الآية الكريمة مما لا يليق بمنصب داود - عليه السلام - وكله راجع إلى الإسرائيليات فلا ثقة به ولا معول عليه، وما جاء منه مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصح منه شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>