للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: لما كانت الأنبياء بشرت به وأعلمت أنه يكون من غير فحل، وبشر الله به مريم في قوله: {لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} [مريم: ٩]، فلما ولدته على تلك الصفة قال الله: هذِه كلمتي. كما تخبر بالشيء، فإذا كان قيل: هذا قولي. وقيل: سمي كلمة؛ لأن الناس يهتدون به كما يهتدون بالكلمة.

وقوله: {وَجِيهًا}: شريفًا (الكهل) هو: الحليم، قاله مجاهد (١) كما نقله عنه البخاري، وأسنده عبد بن حميد من حديث ابن أبي نجيح عنه، زاد غيره وهو الذي تجاوز ثلاثين سنة، وقيل: أربعين سنة، وقيل: ابن ثلاث وثلاثين سنة.

وقال يزيد بن أبي حبيب: الكهل: منتهى الحلم (٢)، والفائدة في قوله: {وَكَهْلًا} أنه أعلمها أنه يعيش إلى حينئذ، وقال ابن عباس: إذا أنزله الله أنزله ابن ثلاث وثلاثين سنة فيقول: إني عبد الله كما قال في المهد، وقال ابن فارس: الكهل: الرجل وَخَطَه الشيب (٣).

وقد أسلفنا في تسمية المسيح أقوالاً: الصدِّيق كما ذكره البخاري، عن إبراهيم، أو لحسنه، أو لأنه كان يقطع الأرض ويمسحها لسياحته في الأرض فتارة كان بالشام وتارة بمصر، (والمهامي) (٤) والقفار، مفعل وعلى الأول فعيل، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، أو لأن زكريا مسحه، أو أنه اسم خصه الله به، أو لأنه كان لا أخمص


(١) رواه الطبري في "التفسير" ٣/ ٢٧١ (٧٠٧٠)، وابن أبي حاتم في "التفسير" ٢/ ٦٥٢ (٣٥٢٥)، ورواه أيضًا عبد بن حميد، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" ٢/ ٤٦.
(٢) رواه ابن أبي حاتم ٢/ ٦٥٣ (٣٥٢٦).
(٣) "مجمل اللغة" ٣/ ٧٧٣ مادة (كهل).
(٤) في هامش الأصل: لعله: المهامة جمع: مهمة: المفازة أو الأرض البعيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>