كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٦٠ - كتاب الأنبياء - ٤٦ - باب قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة} [آل عمران: ٤٥] - ج: 19 - ص: 545

والصواب حذفه (١)، وذكر ابن عبد البر أن ابن جريج رواه أيضًا بإسقاطه كالجماعة، قال الدارقطني: ورواه أيضًا (عبيد الله) (٢) ومحمد ابنا المنذر بن عبيد الله بن المنذر بن الزبير، عن هشام، عن أبيه، عن ابن جعفر، وأغربا بحديث آخر بهذا السند لم يتابعهما غيرهما وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - بشر خديجة ببيت من قصب اللؤلؤ. وقال حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير نسائها" فذكره مرسلًا (٣).

قلت: وله شواهد، فللنسائي من حديث علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية" (٤) ولابن عبد البر من حديث موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم خديجة وفاطمة وآسية" وللترمذي من حديث معمر عن قتادة، عن أنس مرفوعًا: "حسبك من نساء العالمين مريم وخديجة وفاطمة وآسية" (٥) وهذا الضمير عائد إلى غير مذكور، لكنه يفسره الحال والمشاهدة يعني به الدنيا، نبه عليه القرطبي. وفي رواية: وأشار وكيع إلى السماء والأرض، يريد الدنيا. كأنه يفسر ذلك الضمير، وهذا نحو حديث ابن عباس: "خير نساء العالمين مريم" (٦)

---

(١) "علل الدارقطني" ٣/ ١١٦.
(٢) هكذا في الأصول، وفي "العلل": عبد الله.
(٣) "علل الدارقطني" ٣/ ١١٦ - ١١٧.
(٤) رواه النسائي في "الكبرى" ٥/ ٩٣ (٨٣٥٥).
(٥) الترمذي (٣٨٧٨) وقال: هذا حديث صحيح.
(٦) حديث ابن عباس تقدم تخريجه بلفظ: "أفضل نساء أهل الجنة .. " ورواه أيضًا أحمد ١/ ٢٩٣، والحاكم ٣/ ١٨٥ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.