للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللقرطبي (١) مرفوعًا: "ينزل عيسى بثلاثمائة رجل وأربعمائة امرأة كصلحاء من مضى، ويتزوج ويولد له، ويمكث خمسة وأربعين سنة، ويدفن معي في قبري" (٢). وأغرب من قال: يدفن بالأرض المقدسة.

وفي حديث عبد الله بن عمرو: "يمكث في الأرض سبعًا ويولد له ولدان محمد وموسى".

فصل:

وليس في أيامه إمام ولا قاض ولا مفت، قد قبض الله العلم وخلا الناس عنه، فينزل وقد علم بأمر الله في السماء ما يحتاج إليه من علم هذِه الشريعة؛ للحكم بين الناس أو (العمل) (٣) فيه في نفسه، فيجتمع المؤمنون ويحكمونه على أنفسهم إذ لا يصلح لذلك غيره.

وقد ذهب قوم إلى أن بنزوله يرتفع التكليف؛ لئلا يكون رسولاً إلى أهل ذلك الزمان يأمرهم وينهاهم، وهو مردود -كما قال القرطبي (٤) - لأنه لا ينزل بشريعة متجددة غير شريعة نبينا إنما يكون من أتباعه (٥)؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - "لو كان موسى" وفي لفظ: "عيسى حيين ما وسعهما إلا اتباعي" (٦)؛ ولما أسلفناه من قول عيسى عن نفسه.


(١) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي صاحب التفسير، توفي سنة إحدى وسبعين وستمائة، انظر "شذرات الذهب" ٥/ ٣٣٥.
(٢) "التذكرة" ص ٧٦٢ عن أبي هريرة مرفوعًا.
(٣) من (ص ١).
(٤) هو أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي المتوفي سنة ستة وخمسين وستمائة. انظر "شذرات الذهب" ٥/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٥) "المفهم" ١/ ٣٧١.
(٦) رواه أحمد ٣/ ٣٣٨، والدارمي ١/ ٤٠٣ (٤٤٩)، وأبو يعلى ٤/ ١٠٢ (٢١٣٥)، من حديث جابر بن عبد الله، وليس فيه ذكر عيسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>