للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعنى: ("يضع الجزية") أي لا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام، فيصير الدين واحدًا، ولا يقبل من ذمي جزية استغناء عنها، وقيل: يقتل أهل الذمة جميعًا، فلا يبقى من يؤدي جزية، وهو نحو الأول، وفي بعض الروايات: "ويضع الحرب" وهو راجع إلا هذا، فتصير الأديان واحدًا، ومعنى فيض المال أن مصرف الجزية يكون إليه فتوضع استغناء عنها، وقد جاء: "يفيض المال حتى لا يقبله أحد".

فصل:

قوله: ("حتى تكون السجدة" (١)) إلى آخره. كأنه يشير إلى صلاح الناس، وإقبالهم على الخير، فهم كذلك يؤثرون الركعة على الدنيا، ولذلك قرأ أبو هريرة ما قرأ. قاله ابن الجوزي.

وقال القرطبي: معناه أن الصلاة حينئذ تكون أفضل من الصدقة، لعدم الانتفاع بالمال يوم ذاك وأهل الحجاز يسمون الركعة: سجدة (٢).

وقوله: ("وإمامكم منكم")، يريد أن محمدًا خاتم النبيين، وشريعته متصلة إلى يوم القيامة حصل في كل قرن منهم طائفة من أهل العلم.

فصل:

قال ابن الجوزي: ولو تقدم عيسى - صلى الله عليه وسلم - وصلى لوقع في النفوس إشكال، ولقالت: أتراه قدم نبيًّا أو مبتدئًا شرعًا؟! فصلى مأمومًا؛ لئلا يتدنس بغبار الشهوة وجهُ قوله: "لا نبي بعدي" (٣).


(١) في الأصل: الواحدة. وعلم عليها (لا. إلى).
(٢) "المفهم" ١/ ٣٧١.
(٣) سيأتي برقم (٤٤١٦) كتاب: المغازي، باب: غزوة تبوك، ورواه مسلم (٢٤٠٤) كتاب: "فضائل الصحابة" باب: من فضائل علي … ، من حديث سعد بن أبي وقاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>