كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٦١ - كتاب المناقب - ١ - باب قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: ١٣] - ج: 20 - ص: 19

وكل هذا يبطل ما روي عن بعض الفقهاء من كراهية الرفع في الأنساب إلى الآباء من أهل الجاهلية.

ثم أسند عن عمر: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحاكم (١)، وأخرجه أبو نعيم من حديث العلاء بن خارجة المدني (٢) مرفوعًا (٣).

وعن سعد بن أبي وقاص: قلت: يا رسول الله، من أنا؟ قال: "أنت سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير هذا فعليه لعنة الله" (٤).

وكان عمر وعثمان وعلي به علماء.

وقوله - صلى الله عليه وسلم - لحسان: "اذهب إلى أبي بكر ليخلص لك نسبي" (٥) يكذب قول من نسب إليه أن علم النسب علم لا ينفع لأنه لا يصح، وكل ما ذكرناه صحيح مشهور، وما فرض عمر وعثمان وعلي الدواوين إذ فرضوه إلا على القبائل ولولا علمهم بالنسب ما أمكنهم ذلك، وكان ابن المسيب وابنه محمد والزهري من أعلم الناس بالأنساب في جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة كالشافعي وأبي عبيد (٦).

ولذا قال ابن عبد البر: لعمري ما أنصف القائل: إنه لا ينفع؛ لأنه بين نفعه لأشياء، منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف، وكفر بالله

---

(١) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" ٤/ ٢٤٩ (٣٢٠٢).
(٢) في هامش الأصل: صحابي مدني، له حديث في أبي نعيم وابن منده.
(٣) "معرفة الصحابة" ٤/ ٢١٩٩ (٥٥١١).
(٤) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ١/ ١٦٧ (٢١٠)، والحاكم ٣/ ٤٩٥.
(٥) رواه مسلم (٢٤٩٠) كتاب: "فضائل الصحابة" باب: فضائل حسان، من حديث عائشة.
(٦) إلى هنا ينتهي كلام ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص ٢ - ٥.