للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اختلف في ذلك على أقوال:

أحدها: محبة قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أهل بيته من بني هاشم فمن بعدهم من أهل البيت.

ثانيها: مودة قريش، وعبارة ابن التين في حكايته قيل: المراد على وفاطمة وولدهما ذكر ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبه قال ابن عباس، قال عكرمة: كانت قريش تصل الرحم فلما بعث محمد قطعته، فقال: صلوني كما كنتم تفعلون. فالمعنى: لكن أذكركم قرابتي.

ثالثها: مودة من يتقرب إلا الله وهو رأي الصوفية، ولا بعد في دخول الكل في الآية وهو راجع إلى الاعتقاد، وقال الضحاك نسختها {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا}.

قال ابن العربي: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا محرم عليه أن يأخذ (أجرًا على التبليغ) (١) قال: وظن بعضهم أنه استثناء منقطع إذ ليس المودة من الأجرة (٢).

تم ذكر في الباب حديث أَبِي مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الفِتَنُ -نَحْوَ المَشْرِقِ- وَالْجَفَاءُ وَغِلَظَ القُلُوبِ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ". وسلف في بدء الخلق.

وحديث أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ".

قال أبو عبد الله: سُمِّيَتِ اليَمَنَ؛ لأَنَّهَا عَنْ يَمِينِ الكَعْبَةِ، وَالشَّأْمَ


(١) من (ص ١).
(٢) "عارضة الأحوذي" ١٢/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>