للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرج قحطاني في ناحية من نواحي الإسلام متغلبًا لا خليفة ويحمل حديث معاوية على الأكثر، ولهذا قال: "الأمر في قريش" يعني: الخلافة.

وقد ذكر البخاري بعد هذا حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه" (١).

وفي الترمذي مصححًا وقفه: "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد" يعني اليمن (٢). ومعنى: (ولا تؤثر) أي لا تروى، و (الأماني) بمعنى التلاوة وأنشدوا:

تَمَنَّى كتابَ الله أوَّلَ ليله … وآخِرَهُ لَاقَى حِمَامَ المَقَادِر

نبه عليه ابن الجوزي. وقال ابن التين: معناه: ولا تذكر، كأن المعنى: إياكم وقراءة ما في الصحف التي تؤثر عن أهل الكتاب ما لم يأت به الشارع، فكأن ابن عمرو قرأ التوراة ويحكي. عن أهلها، لا أنه حدث به عن الشارع، إذ لو حدث عنه لما استطاع أحد رده؛ لأنه لم يكن متهمًا.

وقوله: ("إلا كتبه الله") هذا الفعل من الشواذ؛ لأن الفعل تعديه الهمزة وهذا الفعل ثلاثيه متعد ورباعيه لازم قال تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} [الملك: ٢٢].

وقوله: ("ما أقاموا الدين") قيل: يحتمل إن لم يقيموه فلا يسمع لهم. وقيل: يحتمل ألا يقام عليهم وإن كان لا يجوز بقاؤهم. ذكرهما ابن التين، قال: وقد أجمع على أنه إن دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام


(١) سيأتي برقم (٣٥١٧).
(٢) الترمذي (٣٩٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>