للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويأتي في النذور، ومسلم في الفضائل، والترمذي في المناقب (١)، وقال: حسن صحيح.

السادس:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - موقوفًا أسلم وغفار، وقد سلف الكلام على ذلك، وهذا الموقوف (٢) أخرجه مسلم من حديث إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة مرفوعًا.

ودعاؤه لأسلم وغفار قيل: لأن دخولهما في الإسلام كان سلمًا من غير حرب، وكانت غفار تزن (٣) بسرقة الحاج، فأحب - صلى الله عليه وسلم - أن يمحو عنهم تلك السبة وأن يعلم أن ما قد سلف مغفور لهم، وأما عصية فهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة (٤)، وقيل: إنما ذكر أسلم وغفار ومن ذكر معهم لسابقتهم في الإسلام، وما كان فيهم من رقة القلوب ومكارم الأخلاق، والقوم الذين فضلوا عليهم لم يكونوا كذلك؛ لأنهم كانوا أهلًا له، وقد أريد بهذا أكثر القوم، وكان أسد خزيمة حلفاء بني أمية وشهد منهم بدرًا


(١) برقم (٣٩٥٢).
(٢) ورد في هامش الأصل: قوله: (الموقوف) فيه نظر وقد قدمت على الهامش فيها أنه ليس بموقوف، وأنه مرفوع، وممن نص عليه الخطيب البغدادي فيما إذا قال بعض أهل البصرة عن محمد -وهو ابن سيرين- عن أبي هريرة قال: قال: ولم يذكره - عليه السلام - أنه يكون مرفوعًا. والله أعلم.
(٣) أي: تُتَّهم، ومنه قول حضرمي بن عامر:
إن كنت أزننتني بها كذبًا … جَزْءٌ فلاقيتَ مثلها عجَلًا
وقول حسان - رضي الله عنه -:
حصان رزان ما تزن بريبة
انظر: "لسان العرب" ٣/ ١٨٧٥ مادة (زنن).
(٤) تقدمت القصة برقم (٣٠٤٥) كتاب: الجهاد، باب: هل يستأسر، وتأتي برقم (٤٠٨٦) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: غزوة الرجيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>