للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما هو حاصل، وهو من البروك أي الثبوت، وقيل في تفسير قوله تعالى: (تبارك) أي الذي دام ملكه وثبت، فلهذا ثبت جمال شبابه، والشيب أيضًا فضيلة ولهذا ابيضت لحيته ليحصل له الأمران.

ثالثها: تتبع آثار الصالحين.

وأما صفة خاتمه الكريم شرفه الله فذكره في باب الدعاء للصبيان من كتاب الدعاء أتم من هذا (١)، وفيه: فنظرت إلا خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة، وهي واحدة الحجال وهي الستور، وهذا أولى ما قيل فيه، والزر واحد الأزرار التي تدخل في العربي كأزرار القميص، ومن فسر الزر بالبيض نظر إلى ما ورد في بعض الطرق: مثل بيضة الحمامة، فجعل الزر البيضة.

والحجلة: الطائر الذي يسمى القيح، وبه فسره الترمذي حيث قال: زر الحجلة: بيضها، وأخرج من حديث سمرة - رضي الله عنه -: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بين كتفيه غدة حمراء مثل بيضة الحمامة (٢)، وقاله الخطابي بتقديم الراء على الزاي (أخذه من رزِّ الجراد، وهو بيضها، واستعاره الطائر (٣).

واعترض السهيلي على الترمذي وقال: توهم أن الحجلة من القيح، وهو وهم، إنما هو حجلة السرير واحدة الحجال، وزرها الذي يدخل في عروتها (٤)، وما ذكره إنما يأتي على تقديم الراء على الزاي) (٥) كما حكاه البخاري عن إبراهيم بن حمزة، من ارتز الشيء إذا دخل في الأرض،


(١) سيأتي برقم (٦٣٥٢) كتاب: الدعوات.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٦٤٤).
(٣) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥٩٠.
(٤) "الروض الأنف" ١/ ٢٠٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>