للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى أبو القاسم البصري في كتابه (١) من حديث قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لأعطين الراية رجلا كرارا غير فرار" فقال حسان: يا رسول الله، تأذن لي أن أقول في علي شعرًا قال: "قل" فقال (٢):

وكان يبتغي أرمد العين يبتغي … دواء فلما لم يخش مداويا

حباه رسول الله منه بتفلة … فبورك مرقيًّا وبورك راقيا

وقال سأعطي الراية اليوم صارما … فذاك محبًّا للرسول مواتيا

يحب النبي والإله يحبه … فيفتح لنا تيك الحصون التواليا

فأمضى بها دون البرية كلها … عليًّا وسماه الوزير المؤاخيا

قوله: (فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا)، وهو بدال مهملة ثم واو ثم كاف أي: يخوضون في ذلك ويتداولون الرأي فيه، والدوكة: الاختلاط والخوض يقال: بات القوم يدوكون إذا وقعوا في اختلاط.

وقوله: ("انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ") هو بكسر الراء أي: على هينتك.

الحديث الخامس:

حديث السالف في قوله: ("اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ") مرتين وما كان له اسم أحب إليه منه، قوله: (فَاسْتَطْعَمْتُ الحَدِيثَ سهْلًا)، أي: سألته أن يحدثني.


(١) هو: "فضائل الصحابة".
(٢) نسبت هذِه الأبيات إلى حسان - رضي الله عنه -، ولم أعثر عليها في ديوانه، ورأيت أن الصفدي في "الوافي بالوفيات" نسبها إلى الفخر الكنجي محمد بن يوسف بن محمد في ترجمته، فقال: وله شعر يدل على تشيعه ثم ذكر هذِه الأبيات باختلاف يسير في ألفاظها، فانظره هناك، ووافقه في ذلك في اليونيني في "ذيل مرآة الزمان" في ذكر أخبار: السنة الثامنة والخمسين والستمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>