وكان رجلاً جسيمًا، وكان يفوح في قبره رائحة المسك، وأخذ إنسان قبضة من تراب قبره فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك، فإذا هي مسك.
قال الحاكم في "الإكليل": والأحاديث التي تصرح باهتزاز العرش مخرجة في "الصحيح"، والتي تعارضها ليس لها في الصحيح ذكر.
فذكر حديث عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: "اهتز العرش فرحًا بلقاء الله سعدًا حتى سحب أعواده على عواتقنا". قال ابن عمر: يعني عرش سعد الذي يحمل عليه.
الحديث الثالث:
حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أُنَاسًا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ .. الحديث، سلف في الجهاد في باب: إذا نزل العدو على حكم رجل، ويأتي في المغازي أيضًا (١).
وقوله: ("قوموا إلى خيركم وسيدكم") يعني: سعد بن معاذ كان سيد الأوس، ونقيب بني النجار، وكان أصابه سهم في أكحله يوم الخندق، وكان بينهم رَمْيٌ بالنبل طائفة من النهار؛ فقال: لا تُمِتْنِي حتى تقر عيني في بني قريظة فرقأ الدم، فلما حكم فيهم انفجر عرقه فمات منه.
وقوله: ("سَيِّدِكُمْ") فيه جواز إطلاق ذلك، ويجوز أن يقال: سيد العبد، وكره مالك أن يدعى بيا سيدي. قاله الدوادي. ولعله يريد غير العبد، كما قاله ابن التين، وقيل لمالك: هل كره أحد بالمدينة أن يقول لسيده: يا سيدي؟ قال: لا قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}
(١) سيأتي برقم (٤١٢١) باب: مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب.