للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عياض: عرض عليه؛ ليسن عرض القرآن على حفاظه البارعين فيه، وليسن التواضع في أخذ الإنسان القرآن وغيره من العلوم الشرعية من أهلها وإن كانوا دونه في الشهرة وغيرها وينبه الناس على فضيلة أبي؛ لأنا لا نعلم أحدًا شاركه في ذلك (١).

الثانية: وجه تخصيص هذِه السورة ما تضمنته من ذكر الرسالة والصحف والكتب، وقيل: لاحتوائها على التوحيد والرسالة والقرآن والصلاة والزكاة والمعاد وغير ذلك من وجازتها، وقيل: لأن فيها: {رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢)} وذكرها القرطبي (٢).

الثالثة: معنى (وسماني لك) أي: نص على تعييني أو قال: اقرأ على واحد من أصحابك قال: "بل سماك" فتزايدت النعمة وأراد أُبي أن يحقق ذلك في رواية: (آلله سماني لك؟!) (٣) بهمزة الاستفهام على التعجب منه إذ كان ذلك عنده مستبعدًا؛ لأن تسمية الله تعالى له وتعيينه ليقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشريف عظيم، ولذلك بكى من شدة الفرح والسرور، وقيل: بكى خوف التقصير عن شكر هذِه النعمة العظيمة.


(١) انظر: "إكمال المعلم" ٣/ ١٦٨ - ١٦٩.
(٢) "المفهم" ٢/ ٤٢٦.
(٣) ستأتي برقم (٤٩٦٠) كتاب: التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>