للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن إسحاق: حرضهم -كما ذكر لي بعض أهل العلم- أنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} الآية [الأنفال: ٣٦]، فاجتمعت قريش لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة (١).

وبعثوا رسلهم يسيرون في العرب إلى نصرتهم فأوعبوا فكانوا ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع ومائتا فرس وثلاثة آلاف بعير وأجمعوا على إخراج الظعن معهم ليذكرنهم قتلى بدر فيكون أحب لهم وكن خمس عشرة امرأة.

قال ابن سعد: وكتب العباس به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبرهم كله فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن الربيع بكتاب العباس (٢).

قال ابن إسحاق: وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد منَّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، وكان فقيرًا ذا عيال وحاجة، وكان في الأسارى فقال: يا رسول الله، إني فقير وذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن عليَّ صلى الله عليك، فمن عليه ثم خرج عليه فأمر بقتله، - واستشار - عليه السلام - أصحابه في الخروج فكان رأي كبارهم كرأيه وخالف فيه شبابهم فخرج في ألف بعد صلاة الجمعة، فلما كان بمكان يقال له الشوط انخزل ابن أُبيّ بثلاثمائة (٣)، ويقال: بل أمرهم - عليه السلام - بالانصراف لكفرهم.


(١) انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣ - ٤.
(٢) "الطبقات الكبرى" ٢/ ٣٧.
(٣) انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ٤ - ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>