للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمخالفتهم إياه، وأثابهم بذلك الغم غمهم به، ومعنى أثابهم: أنزل بهم ما يقوم مقام الثواب كقوله {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: ٣٤] أي: الذي يقوم مقام البشارة عذاب أليم.

ومعنى {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} أنهم طلبوا الغنيمة، وذكر في الباب بعده قوله {أَمَنَةً نُعَاسًا} الآية، وأمنة وأمن واحد اسم المصدر فقال: وقعت الأمنة في الأرض، وكذا قال ابن قتيبة: هي الأمن. وغيره فرق فقال: الأمنة تكون مع بقاء أسباب الخوف، والأمن زوال أسباب الخوف. ومعنى الآية: أعقبكم بما نالكم من الرعب أمنًا تنامون معه؛ لأن الشديد الخوف لا يكاد ينام وقرئ (أمْنَة) كأنها المرة من الأمن. وفي امتنانه بالنعاس لأمنهم بعد خوفهم حتى ناموا فاستراحوا وقدروا بعد النعاس على القتال. قال ابن مسعود: النعاس في [القتال] (١) أمنة، وهو في الصلاة من الشيطان (٢).

وقوله: {نُعَاسًا} هو بدل من {أَمَنَةً} أو مفعول من أجله.

ومعنى {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} يعني المؤمنين {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} يعني المنافقين، {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} أي: يظنون أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - اضمحل، {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} أي: هم في ظنهم بمنزلة الجاهلية.

وقوله {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} أي: لصاروا على برازٍ من الأرض.

وحديث البراء يأتي في التفسير بزيادة (٣)، ورواه هنا وهناك عن


(١) في الأصل: الصلاة، والصواب ما أثبتناه.
(٢) رواه عبد الرازق ٢/ ٤٩٩ (٤٢١٩)، والطبري ٣/ ٤٨٤ (٨٠٨٢)، والطبراني ٩/ ٢٨٨ (٩٤٥٢)
(٣) سيأتي برقم (٤٥٦١) باب: قوله تعالى {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>