للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ("اقدحي من برمتكم") أي: اغرفي، والمقدحة: المغرفة وجمعه: مقادح. وقوله: (وهم ألفٌ) كذا هنا. وفي "الجمع بين الصحيحين" لأبي نعيم الحداد: وهم نحو من ألف. وفي لفظ: ثماني مائة. أو ثلاثمائة. ساقها البيهقي في "دلائله" (١).

فائدة:

كان في حفر الخندق آيات من أعلام النبوة. منها: قصة جابر في شويهته. وفيها قصة الكدية، وروي فيه أنه - عليه السلام - دعا بماء، فتفل عليه، ثم دعا بما شاء الله إن يدعو به، ثم نضحه على الكدية. فيقول من حضرها: فوالذي بعثه بالحق لانهالت حتى عادت كالكثيب، ما ترد فأسًا ولا مسحاة (٢). وروي أن سلمان - رضي الله عنه - قال: ضربت في ناحية الخندق فغلظت عليّ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريب مني، فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان علي نزل، فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة ثم أخرى ثم ثالثة كذلك. وذكر نحو ما تقدم (٣).

ومنها: جر الجفنة من التمر التي جاءت به ابنة لبشير بن سعد لأبيها وخالها عبد الله بن رواحة، ليتغديا به، فقال لها - عليه السلام -: "هاتيه"، فصببته في كفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما ملأهما، ثم أمر بثوب فبسط له ثم قال لإنسان عنده: اخرج في أهل الخندق أن هلموا إلى الغداء، فاجتمع


(١) "دلائل النبوة" ٣/ ٤٢٤.
(٢) ذكره ابن إسحاق بلاغا عن جابر، "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣، ورواه عن ابن إسحاق البيهقي في "الدلائل" ٣/ ٤١٥.
(٣) ذكره ابن إسحاق، انظر "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٣٤ - ٢٣٥، "دلائل النبوة" ٣/ ٤١٧ - ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>