حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَاد بِالدَّبُورِ". سلف. والصبا: الريح الشرقية، والدبور: الغربية، وإنما أتى بها هنا للريح التي كانت عام الأحزاب في قوله تعالى:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}[الأحزاب: ٩]. قال مجاهد: الصبا كفأت قدورهم ونزعت فساطيطهم، حتى أظعنتهم. والجنود: الملائكة. ولم تقاتل يومئذ (١).
الحديث العاشر:
حديث أَبِي إِسْحَاقَ عن البَرَاء قَالَ: لَما كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الخَنْدَق حَتَّى وَارى عَنِّي التراب جِلْدَةَ بَطْنِهِ -وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ- فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابن رَوَاحَةَ، وَهْوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ:
"اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا .. إلى آخره.
وفي آخره: إن الأولى قد رغبوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا
قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا.
فيه: بيان أن هذا الرجز لابن رواحة.
وشيخ شيخ البخاري فيه: شريح بن مسلمة الكوفي من أفراده وهو ثقة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وانفرد مسلم بشريح بن هانئ، قيل: مات سنة ثمان وسبعين. وليس في الصحيحين شريح بالشين المعجمة غيرهما. وفي السنن عدة أُخَر.