للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آخذ، قال: "تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " قال: لا، ولكن أعاهدك أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، ثم جاء. قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس (١).

ووقع في [ … ] (٢) قيل هذا لدعثور بن الحارث من بني محارب، وأن جبريل دفع في صدره، فوقع السيف من يده، ثم أسلم، ثم جاء قومه يدعوهم إلى الإسلام، ونزلت الآية السالفة، والظاهر أن الخبرين واحد وقد قيل: إن هذِه الآية نزلت في أمر بني النضير، والله أعلم.

وفي انصرافه - عليه السلام - من هذِه الغزوة أبطأ جمل جابر بن عبد الله فنخسه بيده الكريمة فانطلق فاشتراه، ثم رده وثمنه. وقال ابن سعد: قالوا: قدم قادم المدينة بجلب له، فأخبر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنمار وثعلبة قد جمعوا له الجموع، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليهما -كما سلف- فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع، فلم يجد في محالهم إلا نسوة، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعال بن سراقة بشيرًا بسلامته وسلامة المسلمين، قال: وغاب خمس عشرة ليلة (٣).

وفي "الأوسط" للطبراني عن إبراهيم بن المنذر قال محمد بن طلحة: كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب (٤). وسيأتي آخر الباب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة


(١) رواه البيهقي في "الدلائل" ٣/ ٣٧٥ - ٣٧٦ من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر. وسيأتي قريبًا.
(٢) كلام غير واضح في الأصل بمقدار ثلاث كلمات.
(٣) "الطبقات الكبرى" ٢/ ٦١.
(٤) "الأوسط" ٩/ ٥٤ - ٥٥ (٩١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>