للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}، أي: خيبر، كما قاله قتادة أيضًا (١)، وقد أسلفنا في الحج أن الحديبية مخففة الياء، وأنكر أهل اللغة تثقيلها، وجعله صاحب التنظير بحثًا، ونقله الخطابي عن أهل الحديث فيه وفي الجِعرانة أن أهل العربية يخففونها، وقال البكري: أهل العراق يثقلون بخلاف أهل الحجاز (٢).

وهل هي في الحل والحرم، أو بعضها في الحل وبعضها في الحرم؟ فيه خلاف سبق أيضًا، ويفسر فائدة الخلاف أن هدي الإحصار لا يكون إلا في الحرم عند مالك، خلافًا للشافعي، فإنه قال: هذا محصر (٣).

وهي قرية ليست بالكبيرة سميت ببئرٍ هناك عند مسجد الشجرة، بينها بين المدينة تسع مراحل، ومرحلة إلى مكة، وكانت مغازيه - صلى الله عليه وسلم - في الحل ومصلاه في الحرم، وكانت في هلال ذي القعدة يوم الإثنين سنة ست، ركب النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقته القصواء بعد اغتساله، قال البيهقي: وهذا هو الصحيح أنها سنة ست. وإليه ذهب الزهري وقتادة وابن عقبة وابن إسحاق وغيرهم، واختلف فيه على عروة، فقيل مثل الجماعة، وقيل في رمضان، فروي عنه: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، وكانت العمرة في شوال (٤).

قال ابن سعد: ولم يخرج معه بسلاح إلا السيوف في القرب (٥).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٣٥٠ (٣١٥٢٩)، (٣١٥٣١).
(٢) "معجم ما استعجم" ١/ ٣٨٤.
(٣) "الأم" ٢/ ١٣٥.
(٤) "دلائل النبوة" ٤/ ١٩١ - ٩٢.
(٥) "الطبقات الكبرى" ٢/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>