للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وترددها عليه، وأصله المصدر ثم نقل إلى هذا العضو، والتزمت العرب

التفخيم في قافه للفرق بينه وبين أصله، وقد قَالَ بعضهم: ليحذر اللبيب

سرعة انقلاب قلبه؛ إذ ليس بين القلب والقلب إلا التفخيم {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: ٤٣].

السادسة عشرة: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ("إِذَا صَلَحَتْ") إلى قوله: ("أَلَا وَهِيَ القَلْبُ") هذا أصل عظيم. فحق على كل مكلف السعي التام في إصلاح قلبه ورياضة نفسه وحملها على الأخلاق الجميلة المحصلة لطهارة قلبه وصلاحه. أعاننا الله تعالى على ذَلِكَ.

السابعة عشرة: استدل بهذا ابن بطال على أن العقل في القلب، وأن ما في الرأس فهو من سبب العقل (١)، وهو مذهب أصحابنا، وذهب آخرون إلى أنه في الرأس (٢)، ولا دلالة في الحديث لواحد من المذهبين كما نبَّه عليه النووي في "شرحه".

الثامنة عشرة: استدل به بعض أصحابنا على أحد الوجهين فيما إذا حلف لا يأكل لحمًا، فأكل قلبًا أنه يحنث به. وإليه مال أبو بكر الصيدلاني المروزي، والأصح أنه لا يحنث به؛ لأنه لا يُسمَّى لحمًا عرفًا.


(١) "شرح ابن بطال" ١/ ١١٧.
(٢) "شرح النووي على صحيح مسلم" ١١/ ٢٩.