للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيها:

فيه أن العالم والواعظ والمقبول من قوله مأمور بألا يقنِّط الناس، وأن ييسر على المبتدئ في الإسلام ولا يفاجئه بالشدة.

ثالثها:

قول معاذ: (يا عبد الله بن قيس، أيم هذا؟) أصله: (أي)، أدخل عليها (ما) فأسقط الألف منها كما أسقط في قوله: لم هذا؟ وعم تسأل؟

وقال الخطابي: إنما سقطت كما قيل: إيش هذا: بإسقاط الياء، وأصله: أي شيء هذا؟ (١)

رابعها:

قوله: (هذا رجل كفر بعد إسلامه. قال: لا أنزل حتى يقتل. قال: إنما جيء به لذلك فانزل. فقال: لا أنزل حتى يقتل. فأمر به فقتل ثم نزل) ظاهره أنه لم يستتب، ومذهبنا وجوبها في الحال، ومذهب مالك استتابته ثلاثًا، فإن تاب وإلا قتل. وتقتل المرتدة عندنا وعند مالك خلافًا لأبي حنيفة (٢)، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من بدل دينه فاقتلوه" (٣).

خامسها:

قوله: (كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقًا) أي: أقرؤه حينًا بعد حين. مأخوذ من فواق الناقة وهو ما بين الحلبتين، ومنه قوله تعالى: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [ص: ١٥] أي: مهل. وذكر الهروي عن أبي موسى


(١) "أعلام الحديث" ٣/ ١٧٦٨.
(٢) انظر: "الأم" ٦/ ١٤٥، "مختصر اختلاف العلماء" ٣/ ٤٧١، "النوادر والزيادات" ١٤/ ٤٩٥ - ٤٩٦، "الاستذكار" ٢٢/ ١٤٦.
(٣) سلف برقم (٣٠١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>