للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ("لا يجاوز حناجرهم") أي: لا يرفع فيما يرفع من العمل الصالح.

وقيل: لم يتمكن في قلوبهم كثير شيء من اليقين به، وإنما يحفظونه بالألسن، وهي مقاربة الحناجر، فنسب إليها ما قاربها.

("ويمرقون من الدين") أي: الطاعة دون الملة.

وقوله: ("لأقتلنهم قتل ثمود") إن قلت: إذا كان قتلهم واجبًا فكيف منع خالدًا أن يقتله؟ فالجواب، كما قال الخطابي: إنما منعه لعلمه بأن الله سيمضي قضاءه فيه حتى يخرج من نسله من يستحق القتل لسوء فعله ومروقه من الدين، فيكون قتلهم عقوبة لهم، فيكون أدل على الحكمة وأبلغ في المصلحة (١).

الحديث الرابع: حديث جابر في إهلال علي، سلف في الحج سندًا ومتنًا (٢). وزاد هنا: (فقدم عليّ بسعايته)، وزاد في آخره: (فأهدى له عليٌّ هديًا). والمراد بالسعاية: ما أخذ من خالد.

ومعنى: (أهدى له هديًا): أعطاه شيئًا أهداه، ليس أنه أوجب هديًا ثم أعطاه له عليًّا، وإن كان الظاهر خلافه، ويحتمل أن يكون عليٌّ بدلاً من الضمير في (له) فيكون عليٌّ مخفوضًا على هذا، ذكره ابن التين.

الحديث الخامس:

حديث بَكْر أَنَّهُ ذَكَرَ لاِيْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَهَلَّ بعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ .. الحديث. وفيه: فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "بِمَ أَهْلَلْتَ؟ فَإِنَّ مَعَنَا أهْلَكَ". قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: "فَأَمْسِكْ، فَإِنَّ مَعَنَا هَدْيًا".


(١) المرجع السابق.
(٢) سلف برقم (١٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>