للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث عبد الله بن الزبير: قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ القَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ. وقَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي. قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١] حَتَّى انْقَضَتْ.

وكان اختلاف أبي بكر وعمر قبل قوله - عليه السلام - لعمر حين قارع أبا بكر: "هل أنتم تاركوا لي صاحبي، إن الله بعثني بالبينات والهدى فقال أبو بكر: صدقت، وقلتم: كذبت" (١) فعرفت الناس له ذلك بعد، وذهب أبو بكر إلى أن القعقاع كان أرق من الأقرع، وذهب [عمر] (٢) إلى أن الأقرع أجرأ من القعقاع، وكل أراد خيرًا قال عمر: وكنت أخشى من أبي بكر بعض الجد.

وقوله: (فنزل في ذلك … ) الآية المذكورة. زاد في التفسير: فما كان عمر يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذِه الآية حتى يستفهمه، ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني: أبا بكر (٣). وقال الحسن: ذبح قوم قبل صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحًا آخر، ونزلت الآية، وقال قتادة: ذكر لنا أن قومًا قالوا [لو] (٤) نزل في كذا وكذا، وصنع كذا وكذا؛ فكره الله ذلك وقدَّم فيه (٥).


(١) سلف برقم (٣٦٦١).
(٢) ليست في الأصل، والمثبت ما يقتضيه السياق.
(٣) سيأتي برقم (٤٨٤٥).
(٤) زيادة يحتاجها السياق، مثبتة من مصدر التخريج.
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٣٧٧ - ٣٧٨ (٣١٦٦٠، ٣١٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>