وقوله:(فقال معاذ: بئس ما قلت) فيه: كراهة السب لمن يشار إليه بالشرف.
وقوله:(فأجمعت صدقه) أي: عزمت عليه.
وقوله:(ليوشكن الله أن يسخطك عليّ)، أي: يعجلني. يقال: أوشك فلان خروجًا، من العجلة.
وقوله:(وثار رجال من بني سلمة) أي: هبوا - (وقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، أي: كافيك من ذنبك، فأسقط حرف الجر، ونصب (كافيك)؛ لأنه خبر كان واسمها استغفار.
وقوله:(يؤنبوني) أي: يلوموني، وفيه: التأسي بالغير، فإن المصيبة إذا عمَّت هانت بخلاف ما إذا خصت، وهذا في الدنيا موجود، وفي الآخرة مفقود، قال تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)} [الزخرف: ٣٩]، وفي نهي الناس عن كلامهم أن للإمام أن يؤدب بعض أصحابه بالهجران، وإن جاوز ذلك ثلاثة أيام.
وقوله في مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي أنهما ممن شهد بدرًا غريب ذلك كما نبهت عليه فيما مضى، ولم يذكر أحد من أهل السير أنهما شهداها (١).
وقوله:(ونهى المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة) هو بالرفع، وموضعه بالنصب على الاختصاص.
(١) ممن قال بشهودهما إياها ابن عبد البر وابن الأثير وابن حجر، انظر: "الاستيعاب" ٣/ ٤٣٩ (٢٣٩٠)، ٤/ ١٠٣ (٢٧١٨) و"أسد الغابة" ٥/ ١٣٤، ٤٠٦ (٤٨١٤، ٥٣٨١) و"الإصابة" ٣/ ٣٩٦، ٦٠٦ (٧٨٦٥، ٧٩٧٨).