للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ".

هذا الحديث أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي، قال الترمذي: قد روى هذا الحديث غير واحد عن ابن أبي مليكة بإسقاط القاسم، وإنما ذكره يزيد بن إبراهيم عنه فيه. وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع من عائشة أيضا (١).

قلت: قد تابعه حماد بن سلمة، كما أفاده الإسماعيلي، وقد ذكره للاستشهاد على موافقة يزيد، وذكرهما ابن أبي حاتم (٢)، ورواه الطبري من حديث حماد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عنها (٣).

وقوله: "أولئك الذين سمى الله" قال ابن عباس: هم الخوارج. وفي الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ والبدع ومن تتبع المشكلات المشكلة، أما من سأل عما أشكل عليه من هذا للاسترشاد، وتلطف في ذلك فلا بأس عليه، وجوابه واجبٌ، والأولى لا يجاب بل يزجر ويعذر كما فعل عمر بصبيغ بن عسل، فإنه ضربه؛ لأنه بلغه أنه يتبع المتشابه (٤). وقرأ عبد الله: (إن تأويله إلا عند الله) وقرأ أبي بن كعب: (ويقول الراسخون) (٥).


(١) رواه مسلم (٢٦٦٥) كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف. وأبو داود (٤٥٩٨) والترمذي (٢٩٩٣، ٢٩٩٤).
(٢) "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٥٩٥ ووقع فيه موقوفًا على القاسم.
(٣) "تفسير الطبري" ٣/ ١٧٩.
(٤) رواها مالك في "الموطأ" ٢٨٢ عن ابن عباس. والدارمي عن سليمان بن يسار ١/ ٢٥٢ (١٤٦).
(٥) ذكرهما جميعًا الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>