للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ نافع وابن عامر وحمزة (السلم) بغير ألف، والباقون بثبوتها (١)، وقوله: {مُؤْمِنًا} قرأ علي وابن عباس وغيرهما بفتح الميم الثانية مشددة اسم مفعول من أمنه (٢).

ثم ساق البخاري حديث ابن عباس {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قال ابن عباس: كَانَ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَلَحِقَهُ المُسْلِمُونَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ إلى قَوْلِهِ: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: ٩٣]: تِلْكَ الغُنَيْمَةُ. قَرَأَ ابن عَبَّاسٍ: {السَّلَامَ}.

وفي لفظ: رجل من بني سليم.

وذكر الواحدي عن سعيد بن جبير أن المقداد بن الأسود خرج في سرية، فمروا برجل في غنيمة له، فأرادوا قتله فقال: لا إله إلا الله. فقتله المقداد. وعن ابن أبي حدرد: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضم قبل مخرجه إلى مكة، فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فحيا بتحية الإسلام فنزعنا عنه، فحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه في الجاهلية فقتله، واستلبه أي بعيره ومتاعه ووطب لبن معه، فانتهينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه بخبره، فنزلت (٣).

قال السهيلي ثم مات محلم بإثر ذلك فلم تقبله الأرض مرارًا، فألقي بين جبلين. ويروى: عمدوا إلى صدفتين فسطحوه عليها ثم رضموا عليه الحجارة (٤) حتى واروه، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شأنه فقال: "والله إن الأرض


(١) انظر "الحجة للقراء السبعة" ٣/ ١٧٥ - ١٧٦.
(٢) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٩٤.
(٣) "أسباب النزول" ص ١٧٦ - ١٧٧.
(٤) ذكره السهيلي في "التعريف والإعلام" كما في "تفسير مهمات القرآن" ١/ ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>