للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه حلة قد كان تهيأ للقتل فيها، حتى جلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "ما اسمك" قال: أنا محلم بن جثامة. فقال: "أمنته بالله ثم قتلته! اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة" فما مكث (إلا سبعًا) (١) حتى مات -كما سلف.

فائدة:

في هذِه الآية صحة إسلام من أظهر، وإجراؤه على أحكامهم، ومقتضاه أن من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو: أنا مسلم، أنه يحكم له بالإسلام. وقال محمد بن الحسن في "السير الكبير": لو أن يهوديًّا أو نصرانيًّا قال: أنا مسلم لم يكن مسلمًا؛ لأنهم كلهم يقولون: نحن مسلمون ومؤمنون. ويقولون: إن ديننا هو الإيمان (٢).

قال: ولو أن رجلا من المسلمين حمل على رجل من المشركين ليقتله فقال: لا إله إلا الله. كان مسلما، ولو رجع عن هذا ضربت عنقه لأن هذا هو الدليل على الإسلام (٣). وقال اللؤلؤي -عن أبي حنيفة-: إن اليهودي والنصراني إذا تلفظ بالشهادتين، ولم يتبرأ من اليهودية والنصرانية لم يكن بذلك مسلمًا. ووجهه أن هؤلاء منهم من يقول: محمد رسول الله ولكن إليكم، ومنهم من يقول: لم يبعث بعد وسيبعث. وقال ابن عباس -فيما ذكره الثعلبي-: إن الله حرم على المؤمنين أن يقولوا لمن قال: أشهد أن لا إله إلا الله: لست مؤمنًا. كما حرم عليهم الميتة، فهو آمن على ماله ودمه فلا تردوا عليه.


(١) في الأصل: (لاسبعًا). وانظر "سيرة ابن هشام" ٤/ ٣٠٣ - ٣٠٤.
(٢) "شرح السير الكبير" ٥/ ٢٢٦٥.
(٣) السابق ٥/ ٢٢٦١ - ٢٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>